داعي إلى الله مُنشئ المنتدى
المهنه : عدد المساهمات : 1129 تاريخ الميلاد : 09/09/1989 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 34 الموقع : اُريد أن يكون موقعى الجنه العمل/الترفيه : طالب بكلية دار العلوم جامعة القاهره
| موضوع: يوسف النجار شخصية وهميه (النجار هو المسيح) الثلاثاء 08 سبتمبر 2009, 9:55 pm | |
| | |
|
داعي إلى الله مُنشئ المنتدى
المهنه : عدد المساهمات : 1129 تاريخ الميلاد : 09/09/1989 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 34 الموقع : اُريد أن يكون موقعى الجنه العمل/الترفيه : طالب بكلية دار العلوم جامعة القاهره
| موضوع: رد: يوسف النجار شخصية وهميه (النجار هو المسيح) الجمعة 11 سبتمبر 2009, 9:41 am | |
|
عدل سابقا من قبل محمد000 في الأحد 13 سبتمبر 2009, 1:25 pm عدل 2 مرات | |
|
داعي إلى الله مُنشئ المنتدى
المهنه : عدد المساهمات : 1129 تاريخ الميلاد : 09/09/1989 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 34 الموقع : اُريد أن يكون موقعى الجنه العمل/الترفيه : طالب بكلية دار العلوم جامعة القاهره
| موضوع: رد: يوسف النجار شخصية وهميه (النجار هو المسيح) الجمعة 11 سبتمبر 2009, 9:43 am | |
| إنجيل الطفولية لتوما
يأتي في الأهمية بعد إنجيل يعقوب، وأقدم مخطوطة له مكتوبة باليونانية تعود إلى القرن 13 الميلادي، مع وجود ترجمة سريانية مختصرة تعود للقرن السادس الميلادي. ويعتمد المحققون على بعض الشواهد تجعل تاريخ هذا الإنجيل يعود إلى أواخر القرن الثاني الميلادي (*).
وهو يحكي سيلاً من الخوارق والمعجزات التي صنعها الطفل يسوع وهو في الخامسة من عمره، إضافة إلى لعنه وقتله لعدد من رفاقه الأطفال ضمن أمور أخرى يستهجنها المسيحيون أيضاً!!
مدينة يوسف:
غالبية المخطوطات: غير مذكورة
وبعضها : الناصرة
وبعضها : بيت لحم
والمفروض إن الذي بيحكي هو توما الإسرائيلي .. ولا يدري أين جرت هذه الأحداث!!
على أنه وردت إشارة تدلل على أنه كان في أورشليم، حيث يذكر الإنجيل أن يسوع كان يلعب مع ابن حنَّان الكاهن (3: 1) وحنان هذا هو رئيس الكهنة المذكور في (لوقا 3: 2) وهو في أورشليم وليس في الناصرة!!
نسب يوسف:
لا يعرف عنه شيئاً!!
عمر يوسف:
لا يعرف عنه شيئاً!!
علاقة يوسف بيسوع: - لا يعرف إنجيل الطفولة شيئاً عن الولادة العذرية!! - يوسف أبو يسوع الحقيقي: "فرأى أحد اليهود ما كان يفعله يسوع من اللعب في السبت، وللتوّ انطلق وأخبر أبا يسوع يوسف: هوذا ابنك عند النهر" (2: 4) - كلما أمات يسوع أحداً يأتي قوم ويشتكون إلى يوسف (3: 4؛ 4: 4) - عندما عنف يوسف يسوع وجذبه من أذنه، غضب وردّ عليه قائلاً: "ألا تعلم أنني لك thine؟ لا تغضبني!" (5: 6) هذا هو النص اليوناني A. وهو محذوف من النص اليوناني B. وهو في النص اللاتيني: "ألا تعلم مَن أنا؟". - يرسله يوسف أكثر من مرة إلى المدرسة فيتنازع مع المعلمين (6، 14، 15). - يظهر في كل هذه الأحداث تصريحاً وتلميحاً بأنه أبوه بكل معنى الكلمة.
حرفة يوسف: - "ولما كان أبوه نجاراً .. " (13: 1)
أبناؤه الآخرين: - له ابن اسمه يعقوب (16: 1)
الخلاصة
1- لا يعرف إنجيل الطفولة شيئاً عن نسب يوسف. 2- لا يعرف إنجيل الطفولة شيئاً عن مدينة يوسف. 3- لا يعرف إنجيل الطفولة شيئاً عن عمر يوسف. 4- الولادة العذرية غير مذكورة في إنجيل الطفولة. 5- يوسف متزوج من مريم ويسوع ابنه الحقيقي. 6- له ابن آخر اسمه يعقوب، وهذا يفسر لنا لماذا عُرف يعقوب بأنه (أخو الرب)! 7- كان يعمل نجاراً.
تضارب توما مع يعقوب
1- كما رأينا .. إنجيل الطفولة يقول إن يوسف كان نجاراً، بينما إنجيل يعقوب يقول إنه كان بنـّاءً!
وقد مرّ علينا أن أصل كلمة النجار عائدة إلى المسيح نفسه كما في مرقس، ولكن متى نسبها ليوسف ولعب في تركيبة جملة مرقس. وسنعرض لاحقاً رأي مماثل لأحد العلماء الغربيين في ذلك.
2- إنجيل الطفولة ينص على أن يوسف هو أبو يسوع الحقيقي، بينما في إنجيل يعقوب ليس إلا كفيل أمه!
3- يوسف له ابن آخر غير يسوع وهو يعقوب، بينما إنجيل يعقوب (اللي المفترض إنه هو نفسه) يقول إنه كان له العديد من الأبناء من زواج سابق!
3- انتهى إنجيل يعقوب بولادة المسيح، بدأ إنجيل توما عندما كان عمره خمس سنوات. أي أن أحداث هذا مختلفة عن أحداث ذاك، ولا علاقة لهذا بذاك.
النتيجة: عن أي دليل نبحث لمعرفة هوية هذه الشخصية بالضبط؟
كلما استعرضنا المصادر .. كلما ازددنا حيرة .. واتضح لنا أن هذه الشخصية ملتبسة على القدماء أنفسهم .. ولا توجد شهادتان متطابقتان حوله في كل شيء!! وسنعرف فيما بعد من آباء الكنيسة السبب المباشر لوجود مثل هذه الشخصية وكونها ذات مهمة محددة.
آباء الكنيسة: كان لابد من وجود يوسف النجار!
التساؤل الذي يطرح نفسه على كل مسيحي .. ومسلم أيضاً: لماذا كان ضرورياً وجود خطيب لمريم مع أنها منذورة للبتولية؟!
هذا التساؤل قديم قِدَم المجادلات المسيحية، وأجاب عليه عدد من آباء الكنيسة.
ماذا يقول القديس أمبروسيوس؟
"ربما لكي لا يُظن أنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فأنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته". ويضيف "هناك سبب آخر لا يمكن إغفاله وهو أن رئيس هذا العالم [أي إبليس] لم يكتشف بتولية العذراء، فهو إذا رآها مع رجلها لم يشك في المولود منها. وقد شاء الرب أن ينزع عن رئيس هذا العالم معرفته". (*)
1- وجود خطيب لها سيمنع اتهامها بالزنا!! 2- أطلق عليها الإنجيل (زوجة) حفاظاً على سمعتها!! 3- الرب فضّل أن يشك الناس في نسبه عن أن يشكّوا في طهارة أمه!! 4- وجود خطيب لمريم جعل إبليس جاهلاً بكونها عذراء!!
وللرد على هذه الوجاهات البديعة نقول: 1- وجود خطيب لها لن يمنع الاتهام بل على العكس سيوسّع دائرة الاتهام، فبدلاً من أن تكون وحدها متهمة، سيشاركها أيضاً!! عذراء تروح وتجيء مع رجل وتسافر معه وتقيم معه في بيته الخاص دون زواج، ثم بعد ذلك تظهر أمام الناس وهي حامل .. النتيجة أن شبهة الزنا في هذه الحالة ستطال الاثنين كلاهما بدلاً منها فقط!!! 2- متى ولوقا استخدما كلمة "زوجة" لاقتناعهما بأنهما قد تزوجها بعد ميلاد يسوع! وهناك من المسيحيين القدماء مَن اعتنق هذا الرأي. 3- و 4- بدون تعليق!
بماذا أجاب القديس جيروم؟
يقول جيروم إن هناك عدة أسباب لخطبة مريم ليوسف:
أولاً: لكي يُنسب [أي المسيح] للقدّيس يوسف قريب القدّيسة مريم، فيظهر أنه المسيّا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.
ثانيًا: لكي لا تُرجم القدّيسة مريم طبقًا للشريعة الموسويّة كزانية، فقد سلّمها الرب للقدّيس البار الذي عرف برّ خطيبته، وأكّد له الملاك سرّ حبلها بالمسيّا المخلّص.
ثالثًا: لكي تجد القدّيسة معها من يعزّيها، خاصة أثناء هروبها إلى أرض مصر. (*)
وللرد نقول:
أولاً: سبب إيجاد هذه الشخصية هو إيجاد أب للمسيح يُلحق بنسبه ليكون من نسل داود من سبط يهوذا. فجيروم صادق في هذا الأمر تماماً!
ثانياً: كلام جيروم غلط بنسبة 100% وإليكم الدليل: 1- الزنا قبل الخطوبة: في هذه الحالة لا يوجد رجم على الزانية. من أين جئنا بهذا الكلام؟ من سفر التثنية: "إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ" (تث 22: 28-29). 2- الزنا بعد الخطوبة: في هذه الحالة تـُرجم الزانية هي والزاني: "إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا" (تث 22: 23-24).
وسؤالي إلى المرحوم جيروم: هل حملت مريم طبقاً لأناجيلكم قبل الخطوبة أم بعدها؟ والجواب طبعاً: بل بعدها.
وا مصيبتاااه!! هل تدرك عزيزي جيروم دلالة كلامك الخطير؟؟
إن وجود "خطيب" لمريم مصيبة وكارثة كبرى!! هل تعلمون لماذا؟ لأن وجوده سيثبت التهمة على مريم!! إن وجوده هو الذي يجعلها مستوجبة الرجم، لأن غير المخطوبة لا تـُرجَم!
ثالثاً: قصة هروب مريم وابنها إلى مصر بسبب مذبحة هيرودس لأطفال بيت لحم مختلقة، فلا يعوَّل عليها في شيء.
ماذا قال الأنبا بولس البوشي؟
"ذكر أنها خطبت ليوسف لكي ما يُخفي الرب تدبير التجسد عن الشيطان. لأن النبوة تذكر بأن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعو اسمه عمانوئيل. ولهذا كانت البشارة بعد خروج السيدة العذراء من الهيكل إلى بيت يوسف ليخفي سر الحبل في ذلك" (*).
تبرير الأنبا بولس البوشي هو أن وجود "خطيب" للعذراء سيكون تمويهاً ربانياً مسبوكاً لخداع إبليس وصرف انتباهه عن تجسد الله في هذه العذراء!!
وللرد نقول: 1- هل الرب يخاف من الشيطان إلى هذه الدرجة حتى يتحايل لإخفاء هذه الأمور فلا يعلم بها الشيطان!! 2- أين ورد في الأناجيل القانونية أن مريم تركت الهيكل وانتقلت إلى بيت يوسف!!
الخلاصة
يتضح من هذا الاستعراض أن آباء الكنيسة كانوا يرون في شخصية يوسف الذي عُرف خطأ بالنجار شخصية ذات وظيفة محددة كان وجودها ضرورياً.
والمبررات التي ساقوها للتدليل على أهمية وجوده متعارضة مع الكتاب المقدس: فالقول بأن الشيطان كان يترصد لكل عذراء حتى لا تليد المسيا ناتج عن نص إشعياء المعروف، وقد قتل بحثاً وتفنيداً.
وكما وأن ضرورة وجود "خطيب" للعذراء في حملها ليحميها من اليهود حتى لا يرجموها، لا يتماشى وشريعة العذراء المخطوبة حيث تكون عقوبتها أشد من غير المخطوبة كما رأينا!!
وكما وأن "التجسد" يتطلب أن يأتي المسيح "جسدياً" من نسل داود. والمسيح ليس ابن يوسف "جسدياً" بل "بالتبنّي"، وبالتالي فانتسابه ليوسف أصلاً لا يحقق هذا الشرط!!
أما من جهة أمه فهو ابنها "جسدياً"، ولكنها ليست من نسل داود!! وفي كلتا الحالتين لا يمكن أن يكون المسيح "تجسد" من نسل داود!!
وهذا التفكير لدى آباء الكنيسة الذين سعوا إلى تبرير هذا الوضع، سبقه تفكير مؤلفي الأناجيل الذي سعوا من قبلهم للتدليل بأي شكل على كون عيسى هم مسيح اليهود .. حتى ولو أدى ذلك إلى اختراع نبوءات وهمية واختلاق أحدث وهمية واختراع أشخاص وهمية أيضاً!!
النتيجة: يوسف النجار شخصية موضوعة لتؤدي مهمة معينة في قصة حمل مريم وولادة المسيح!
بقي أن أورد بعض التعليقات المسيحية على النقاط التي أثرتها، أقوم بعدها إن شاء الله باستعراض القصة القرآنية الشريفة لنتعرف كمسلمين بدقة على تفاصيل ولادة المسيح.
آراء مسيحية في العصر الحديث
استعرضنا رواية إنجيل متى، ثم رواية إنجيل لوقا، ثم رواية إنجيل يعقوب، ثم رواية إنجيل توما، ثم أقوال آباء الكنيسة. وهناك كتب أبوكريفية أخرى مثل: إنجيل متى المزيف، وطفولة مريم، وتاريخ يوسف النجار، وإنجيل الطفولية العربي. ولكن لما أرجعها المحققون إلى اعتمادها على إنجيلي يعقوب وتوما، ضربت عنهم صفحاً لعدم تاريخيتهم.
أما إنجيل يعقوب فقد قال المحققون أنه، فضلاً عن الحكايات الشعبية، اعتمد على إنجيل لوقا وإنجيل متى. يعني المصادر الأبوكريفية كانت معتمدة على المصادر القانوينة.
أما إنجيل لوقا فكان من ضمن مصادره إنجيل متى لأنه متقدم عنه زمنياً. وأما إنجيل متى فكان من ضمن مصادره إنجيل مرقس لأنه متقدم عنه زمنياً، ولكن نظراً لخلو مرقس من طفولة المسيح، صاغ متى قصة الميلاد من مصادر غير قانونية وأغلبها مختلقة.
| |
|
داعي إلى الله مُنشئ المنتدى
المهنه : عدد المساهمات : 1129 تاريخ الميلاد : 09/09/1989 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 34 الموقع : اُريد أن يكون موقعى الجنه العمل/الترفيه : طالب بكلية دار العلوم جامعة القاهره
| موضوع: رد: يوسف النجار شخصية وهميه (النجار هو المسيح) الجمعة 11 سبتمبر 2009, 9:45 am | |
| فلنستعرض بعض التعليقات المسيحية في العصر الحديث حول هذا الأمر.
جورج هربرت بوكس
في العقد الثاني من القرن العشرين ألف هذا العالم كتاباً في موضوعنا المطروح هنا أسماه (ولادة يسوع العذرية)
رواية إنجيل متى: عند حديثه عن قصة الميلاد بحسب إنجيل متى تطرق إلى المصادر العبرانية التي اعتمد عليها متى وآراء العلماء فيها.
لاحظوا أن الهروب إلى مصر كان بسبب مذبحة بيت لحم، ومذبحة بيت لحم كانت بسبب مجيء المجوس إلى هيرودس. يعني أساس هذه الأمور هو مجيء المجوس.
يقول بوكس (ص 20)
"إن الأحداث المروية إذن لها أساس من الحقيقة، أو ما يمكن افتراض أنه يعتبر حقيقة. إلا أنها من حيث الشكل فغالباً ما تماثل النماذج المبكرة ويتضح منها وجود ملامح مدراشية لا يختلف عليها اثنان. وعلى ذلك، فإن شكل قصة الرجوع من مصر كما في الأعداد 20 و 21 من الواضح أنها محوَّرة عن نص السبعينية لسفر الخروج 4: 19-20 (عودة موسى من مدين إلى مصر).
وهذا الأمر قد يمثل لنا المفتاح الحقيقي لتفسير الأهمية الدفاعية لباقي الرواية. فالإنجيلي يقصد أن يبرز وجود تشابه بين الوظيفة الإلهية لموسى، أداة خلاص إسرائيل من مصر، والمخلص المسيّاني الذي يخلص شخصه من خطاياهم -- وهو المثال الذي فاق بالطبع على أنموذجه".
ويواصل: "من هنا فإن قصة المجوس، بسماتها الفلكية، متطابقة بشكل مذهل مع مدراش ربّه على سفر الخروج في الجزء الذي يتحدث عن ميلاد موسى" (ص 20)
وينتهي إلى قناعة هي (ص 21): "وبالنسبة لنا، فإن هذه القصة المدراشية يظهر أنها قد مارست تأثيراً واضحاً على شكل رواية متى، وكان الدافع وراء ذلك هو إظهار أن نبوءة التثنية 18: 15 (يقيم لك ..) قد تحققت بميلاد يسوع الذي رأى فيه الراوي موسى ثاني أعظم".
أما يتعلق بقول متى أن الأنبياء قالوا إن المسيح سيُدعى ناصرياً، وأنه فهم منه أنه يكون من الناصرة -- فكما أشرتُ في مداخلة سابقة، الموضع الذي اعتمد عليه متّى هو (إشعياء 11: 1) الذي وردت فيه الكلمة العبرية (نصر) أي غصن، وهي التي ترجمها الترجوم الآرامي إلى (مشيحا).
وبعد نقاش هذه اللفظة، انتهى بوكس إلى قوله (ص 33):
"إن (ناصري) من ثم هو لقب تشريفي أطلقه التلاميذ أنفسهم على يسوع، ويعبر عن الاقتناع أنه كان الـ (نصر) المذكور في إشعياء 11: 1 -- "الغصن" في النبوءة المسيانية. أما إطلاقها على أعضاء الجماعة المسيحية فمن الطبيعي أنه جاء لاحقاً".
وهو ما يبرهن بوضوح على أن متى كان يطلق الحرية لخياله وقلمه عند كتابته سيرة المسيح! فيحوّر الروايات اليهودية المدراشية عن موسى ويجعلها تحدث مع المسيح!!
تحريف متى عبارة مرقس
أوضحتُ فيما مضى أن إطلاق لقب (النجار) على يوسف هو إطلاق خاطئ لأن أول من قام به هو متى حينما قال: "أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَم؟" (13: 55)
وعرفنا أن متى حرَّف هذه العبارة من مرقس التي تظهر فيها هكذا: "أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ" (6: 3)
واتضح لنا أمران قاطعان: 1- النجار هو المسيح نفسه. 2- المسيح هو ابن مريم لا ابن يوسف.
إن أقدم إشارة ليوسف على أنه نجار هي إنجيل متى، ولأنها خاطئة فقد جعله مؤلف إنجيل يعقوب بنـَّاءً وليس نجاراً كما رأينا!!!
إذاً .. لماذا حرّف متى عبارة مرقس؟ لماذا نَسَب المسيح إلى يوسف بينما مرقس نسبه إلى مريم؟
هل يوجد مسيحي لديه جواب على هذا السؤال؟ نعم .. ها هو جورج هربرت بوكس يقدم لنا الجواب الجرئ على هذا السؤال! يقول في الصفحة 139:
"إن تسمية يسوع بـ ابن مريم هو أمر جدير بالملاحظة وغير معتاد. ومن المحتمل أن يكون للاحتقار. أما في الفقرة الموازية في إنجيل متى (13: 55) فقد تم تعديلها بشكل ملحوظ (أليست أمه تدعى مريم؟) و تم استبدالها في الفقرة الموازية في إنجيل لوقا إلى: أليس هذا ابن يوسف؟ (لوقا 4: 22)"
أيها المسيحيون .. إن الكتابات التاريخية لم تسلم من نقد تفاصيلها وأحداثها، فما بالكم بالكتابات غير التاريخية!!
النتيجة: متى لم يعرف شيئاً عن تفاصيل ميلاد المسيح، بل اختلق أحداثاً استقاها من الكتابات اليهودية المدراشية الخاصة بميلاد موسى ليُقنع اليهود بأن عيسى هو مخلصهم المنتظر الذي تحققت فيه النبوءات!!
خلاصة القول في رواية متى
1- كاتب إنجيل متى لا يعرف شيئاً عن تفاصيل ميلاد المسيح ألعد من الولادة العذرية. 2- كان الهدف من كتابة طفولة المسيح هو إثبات أن العهد القديم قد تنبأ بتفاصيل حياته منذ صغره. 3- لا يعرف شيئاً عن المصدر الذي اعتمد عليه لوقا فيما بعد. 4- اختلق قصة المجوس مع الملك هيرودس اعتماداً على الحكايات اليهودية الخاصة بميلاد موسى. 5- استند على سفر ميخا في جعله ميلاد المسيح يحدث في بيت لحم تحقيقاً للنبوءة المزعومة! 6- اختلق ذهاب المسيح إلى مصر ليجعل رجوعه منها تحقيقاً مزعوماً لنبوءة مزعومة في هوشع (ومن مصر دعوت ابني)! 7- أما اسم "خطيب" العذراء المزعوم فمأخوذ من الأسطورة اليهودية (المسيح ابن يوسف)، ويوسف الذي يقصده اليهود هو يوسف بن يعقوب عليهما السلام. وهو ما اختلق به متى قصة الحلم الذي تعرّض له هذا "الخطيب"، ولذلك جعل اسم أبيه يعقوب أيضاً!!! 8- وأما اللقب الذي عُرف به (النجار) فحرّفه متى من إنجيل مرقس الذي أطلق هذا اللقب على المسيح نفسه كما رأينا. 9- ولعل من المفاجئ أن نعرف أن قبيل عصر الميلاد كانت هناك حكاية (مريم ويوسف) العشيقين في بلاد اليهودية!! ويوسف هذا كان ابن أخي هيرودس الملك، ومريم هذه هي زوجته الثانية. وقد يكون صدى هذه الحكاية لم يزل موجوداً ولو بشكل مشوش بعد قرن من الزمان عندما شرع متى في كتابة إنجيله!! للمزيد انظر (*) 10- توهَّم متّى أن كلمة (نصر) في سفر إشعياء هي إشارة إلى الناصرة!! ولذلك جعل المسيح ينتقل إليها وهو صغير تحقيقاً للنبوءات!!
النتيجة: لا يُعتدّ بأول إصحاحين من إنجيل متّى وليسا مصدراً موثوقاً لمعرفة قصة ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام.
خلاصة القول في رواية لوقا
1- من بين المصادر التي اعتمد عليها لوقا في قصة الميلاد، وصلت إليه أربعة أمور موجودة في متى: عذرية مريم، خطوبتها لشخص اسمه يوسف، الولادة في بيت لحم، الإقامة في الناصرة، لكنه ناقضه في كل شيء بعد ذلك!! 2- قرّر أن مريم هي قريبة إليصابات التي من نسل الكهنة من سبط لاوي، ولكنه ناقض ذلك بقوله إنها كانت مخطوبة لرجل من نسل داود من سبط يهوذا!! 3- لا يعرف لوقا شيئاً عن نذر مريم للعبادة في الهيكل، بل جعلها من أهل الجليل ولم يجعلها تدخل الهيكل إلا بعد ولادة المسيح (2: 22)!! 4- اختلق لوقا أمر الاكتتاب الذي أصدره أوغسطس قيصر لإحصاء مواطني الإمبراطورية الرومانية، فهو ليس له وجود في التاريخ! ولم يفلح مفسروهم في إيجاد مخرج له! وسبب الاختلاق هو إيجاد مبرر للربط بين الناصرة (التي قال إنها مكان إقامة يوسف) وبيت لحم (التي لابد أن يولد فيها المسيح) تدفع "خطيب" العذراء إلى أخذها إلى بيت لحم لتتم الولادة هناك. (يعني ضرب عصفورين بحجر ) 5- جعل المسيح يولد أثناء ولاية كيرينيوس لسوريا، أي جعل ميلاده في سنة 10م!! 6- يذكر أن عائلة يوسف من بيت لحم ولكنه لمّا ذهب إليها بدلاً من النزول عند أهله لم يجد مكاناً يبيت فيه إلا في حظيرة (2: 7)!! 7- يصور بشكل عجيب احتفاء شيوخ اليهود وفرحهم بميلاد المسيح (2: 25) وهذا مناقض لاتهام اليهود إياه بأنه جاء من زنا (يوحنا 8: 41)!! 8- الناصرة التي قال إنها مكان إقامة يوسف ومريم وفيها تربى المسيح لم تـُذكر في التلمود اليهودي، ولا في تاريخ يوسيفوس في القرن الأول الميلادي (*) ولم يرد لها ذكر قبل القرن الثالث الميلادي (*)
النتيجة: رواية الميلاد في لوقا تحتوي على تناقضات وتضاربات لا يمكن قبولها تاريخياً، ولا يمكن من ناحية أخرى التوفيق بينها وبين رواية متى!!
... وبعد ،
ففي ضوء ما استعرضناه من تحليلات، واستدلالات، وشواهد، وبراهين .. لا يمكن الوثوق أبداً في تفاصيل قصة ميلاد المسيح، وبخاصة وجود "خطيب" لسيدتنا مريم التي نذرت للبتولية ويستحيل أن تتزوج أصلاً، وهو ما صرّحت به لجبرائيل بقولها: "كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟" (لوقا 1: 34)، وذلك يهدم وجود مثل هذا الخطيب من أساسه!
| |
|
داعي إلى الله مُنشئ المنتدى
المهنه : عدد المساهمات : 1129 تاريخ الميلاد : 09/09/1989 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 34 الموقع : اُريد أن يكون موقعى الجنه العمل/الترفيه : طالب بكلية دار العلوم جامعة القاهره
| موضوع: رد: يوسف النجار شخصية وهميه (النجار هو المسيح) الجمعة 11 سبتمبر 2009, 9:51 am | |
| الموضوع للنشر وليس للتعليق شكراً أنه من أكثر المواضيع الشيقة التى قرأتها فإسلوب السد فيه ممتع جدا مع طول الموضوع جزاكم الله خيرا | |
|