سيرة النبي صلي الله عليه وسلم ( الجزء الاول )

السيرة النبوية الشريفة
خلق الله آدم فى الجنة وبعد أن خلقه الله قال الله للملائكة أن تسجد لآدم فسجدوا الا إبليس الذى إستكبر ورفض السجود قائلا بأنه أفضل منه

لأن الله خلق آدم من طين بينما إبليس خلقه الله من نار فطرد الله إبليس من الجنة وأهبطه الى الأرض [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ] {البقرة:34}

فعاش الجن فى الأرض قبل الإنسان ومنهم أنواع كثيرة منهم العفاريت والغيلان والمردة والشياطين وصاروا قبائل وهذه المعلومات قد وضحها القرآن الكريم ولم تكن معروفه قبله

لأن رسول الله مرسل من الله للناس كافة وللجن ;[وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] {سبأ:28}

وعاش آدم مع زوجته حواء فى الجنة وأراد الله أن يمتحن طاعته فقال الله لهما أن لايأكلا من شجرة واحده من شجر الجنة
[وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ] {البقرة:35}

فأغراهما الشيطان لكى لايطيعا الله ويخرجهما من الجنة فأكلا من الشجرة فطردهما الله من الجنة وأهبطهما الى الأرض [فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ] {البقرة:36}

وندم آدم وإستغفر ربه على فعلته فغفر له الله [فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] {البقرة:37}
وأرسل الله الملائكة ووضعوا له أول بيت للناس بمكة لكى يعبد فيه الله [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ] {آل عمران:96}

وقد ذكره داوود عليه السلام فى مزمور رقم "84" فقد ذكر فيه بيت الله الذى فى " Baca" وذكر نبع الماء المبارك وبأنه بيت الله حيث يسبحون الله فيه وأن يوم فيه بألف فى غيرة من بيوت الله

وقال الله لآدم بأن الله سيرسل أنبياء من نسله لهداية أولاده وتعريفهم بالله [قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ] {البقرة:38}

وكان أول الرسل نوحا عليه السلام حيث جعله الله يبنى سفينة ليضع فيها من كل ما خلقه الله [حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ] {هود:40}

حيث حدث الطوفان وأغرق الله الأرض وإبتدأت الحياة من جديد لمن أنقذه الله وركب سفينة نوح
حتى جاء إبراهيم الذى ولد فى مدينة "أور" بالعراق ووجد الناس يعبدون الأصنام وأن أبيه آزر هو الذى ينحتها لهم فقام إبراهيم وكسر الأصنام ووضع الفأس مع كبيرهم [قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ] {الأنبياء:63}

فقال له إبراهيم إسألوا كبيرهم وعرف أبيه بأنه يقصد أن يعرفهم بأن الأصنام التى يعبدوها لاتنطق وأن يعقلوا بأنها لا تملك شيئا وأرادوا قتله فألقوه فى النار فأمر الله النار [قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ] {الأنبياء:69}

وهاجر إبراهيم مع زوجته سارة وإبن أخيه لوط وزوجته وتركا العراق ليذهب إبراهيم الى القدس بفلسطين ولوط الى الى بلد بجوارها وكان إبراهيم يبحث عن الإله الحقيقى الذى أنقذه من النار والذى خلق الشمس والقمر

وجعلهما نورا وضياء ينيرا الأرض فى النهار والليل [فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ] {الأنعام:78}

وهداه الله إليه وعلمه وأطلعه على عوالم الملكوت السبع الخفية التى خلقها الله [وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ] {الأنعام:75} [اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا] {الطَّلاق:12}

فهذه العوالم منطبقة فى نفس المكان لأنها أثيرية غير مادية

[الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ] {الملك:3} فعالمنا هو الحياة الدنيا المادية التى تحدد الأماكن فى هذه العوالم

وكان نبى الله إبراهيم عليه السلام يسميه الله "خليل الله" يسكن عند بيت المقدس وعاش فيه يعبد الله مع زوجته سارة حتى بلغ عمره 86 عاما وسارة 76 عاما وكانت سارة عاقرا

وقد دعى فرعون مصر النبى إبراهيم لزيارته فحضر إبراهيم الى مصر ومعه زوجته سارة وإستقبله فرعون مصر وعلم الفرعون بأن إبراهيم ليس لديه أولاد نظرا لأن سارة كانت عاقرا وأنها بلغت الكبر

فلا يمكن أن تنجب له بعد ذلك فزوجه من أميرة مصرية أصلها من سيناء وتتكلم العربية تدعى "هاجر" وكانت هاجر شابة فأنجبت لإبراهيم طفلا سماه "إسماعيل" وأمر الله إبراهيم بأن يسكن هاجر وإبنها إسماعيل وهو عمره أقل من عامين فى صحراء مكة فى البقعة بجوار بيت الله بمكة وكان مطمورا تحت الرمال فى الصحراء

نفذ إبراهيم أمر الله وتركهما فى بقعة وسط الصحراء حيث لازرع فيها ولا ماء وأشعه الشمس الحارقة الشديدة والتمست له أمه ماء فلم تجده فى هذا المكان فقامت تسعى فى الأماكن القريبة وعينها على إبنها فمضت إلى اتجاه جبل الصفا تدعو الله وتستغيثه وتبحث عن الماء لإسماعيل ، ثم إتجهت الى جبل المروة ففعلت مثل ذلك .

وبعث الله تعالى جبريل عليه السلام ، فهمز بعقبه في الأرض ، فظهر الماء ، وسمعت أمه أصوات السباع فخافت عليه ، فجاءت تشتد نحوه ، فوجدته يفحص بيده فى الماء من تحت خده ويشرب وكبر إسماعيل حتى بلغ 13 عاما

وأراد الله أن يمتحن إيراهيم فطلب منه ذبح إبنه الوحيد إسماعيل وكان إبراهيم قد بلغ من العمر 99 عاما وحضر إبراهيم ليشاور زوجته هاجر وإبنه إسماعيل فقالا له إفعل ما أمرك به الله ستجدنا إن شاء الله من [فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ] {الصَّفات:102}

فأخذه إبراهيم وصعد به جبل عرفات ليذبحه عندئذ حضر جبريل ومعه كبش فداء لإسماعيل [وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ] {الصَّفات:107}
وبعد أن أطاع إبراهيم وولده الله كافأه الله بمنحه العهد له وبنيه من بعده ومباركته لخاتم الرسل الذى سيكون من نسله

ويرسله الله للعالم وأمر الله إبراهيم وإبنه إسماعيل بأن يقيما جدران الكعبة على قواعد البيت الذى وضعته الملائكة لآدم فى مكة والذى طمرته الرمال وهو فى المكان الذى وضع فيه إسماعيل وهو صغير بجوار بئر زمزم [وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ] {البقرة:127} [وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ] {البقرة:125}

ودعا إبراهيم ربه [رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {البقرة:129} وكان كل ذلك تمهيدا لمبعث الرسول صلى الله عليه وسلم وأحضرت هاجر لإسماعيل إبنها زوجة مصرية من مصر فتزوجها إسماعيل وأنجب منها 12 ولدا عاشوا مع أبيهم فى مكة

فكان منهم قبيلة قريش والتى ولد منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ زوجة إِبْرَاهِيمَ. نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ.

هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ وَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيساً حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. وَهَذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً.

يتبعه الجزء الثانى