سيرة النبي صلي الله عليه وسلم ( الجزء التاسع )

الإسراء والمعراج
الأسراء: هو الأنتقال ليلا من مكة الى القدس والعودة وكان الرسول ومعه جبريل يركبان على دابة تسمى البراق
المعراج: هو الإرتفاع الى عوالم الملكوت السبع الأعلى فى الدرجات:

الغرض من الإسراء والمعراج:
بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى {6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى {7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى {8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى {9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى {10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى {11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى {12} وَلَقَدْ رَآهُ
نَزْلَةً أُخْرَى {13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى {14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى {15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى {16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى {17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى

بأن الرسول يتحقق بنفسه من عوالم الملكوت السبع :
[اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا] {الطَّلاق:12}
لقد أطلع الله إبراهيم عليه السلام عليها سابقا: [وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ] {الأنعام:75}
أن يعرف الرسول منزلته عند الله بنفسه ويعرف قدره ويتحقق من رسالته فيرى بنفسه
لأنه رسول الله عامة لكل من الأنس والجن وهو الصادق ليبلغ الخلق جميعا فيسلموا
وأن ينال الرسول من الله بركة العهد الذى منحه الله لإبراهيم بأن يصلى الله عليه لينقل الله إليه بركة العهد وكان هذا هو الغرض الأساسى للمعراج
[إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {الأحزاب:56}
وقد فرض الله عليه وعلى أمته الصلاة فى المعراج
الإسراء
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ: «أُتِيتُ بِدَابّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ خَطْوُهَا عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهَا فَرَكِبْتُ وَمَعِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلاَمُ فَسِرْتُ
فَقَالَ: انْزِلْ فَصَلّ فَفَعَلْتُ فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلّيْتَ؟ صَلّيْتُ بِطَيْبَةَ وَإلَيْهَا الْمُهَجَرُ ثُمّ قَالَ: انْزِلْ فَصَلّ فَصَلّيْتُ فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلّيْتَ؟ صَلّيْتَ بِطُورِ سَيْنَاءَ حَيْثُ كَلّمَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ مُوسَى عَلَيْهِ السّلاَمُ
ُثمّ قَالَ: انْزِلْ فَصَلّ فَنَزَلْتُ فَصَلّيْتُ فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْنَ صَلّيْتَ؟ صَلّيْتَ بِبَـيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى عَلَيْهِ السّلاَمُ، ثُمّ دَخَلْتُ بَـيْتَ المقدس

المعراج
ثُمّ صُعِدَ بـي إلَى السّمَاءِ الدّنْيَا فَإذَا فِيهَا آدَمُ عَلَيْهِ السّلاَمُ،
ثُمّ صُعِدَ بِـي إلَى السّمَاءِ الثّانِيَةَ فَإذَا فِيهَا ابْنَا الْخَالَةِ عِيسَى وَيَحْيَـى عَلَيْهِمَا السّلاَمُ،
ثُمّ صُعِدَ بِـي إلَى السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَإذَا فِيهَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السّلاَمُ،
ثُمّ صُعِدَ بِـي إلَى السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَإذَا فِيهَا هَارُونُ عَلَيْهِ السّلاَمُ،
ُثمّ صُعِدَ بِـي إلَى السّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَإذَا فِيهَا اِدْرِيسُ عَلَيْهِ السّلاَمُ،
ُثمّ صُعِدَ بِـي إلَى السّمَاءِ السّادِسَةِ فَإذَا فِيهَا مُوسَى عَلَيْهِ السّلاَمُ،
ُثمّ صُعِدَ بِـي إلَى السّمَاءِ السّابِعَةِ فَإذَا فِيهَا إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السّلاَمُ،
وهو في محله من السماء السابعة مسنداً ظهره إلى البيت المعمور يقرأ "أمتك مني السلام" أي بلغهم مني السلام "طيبة التربة" من قرابها المسك والزعفران ولا أطيب منهم
وعند سدرة المنتهى حيث النهاية المسموح بها لكل خلق الله عَن عبد الله بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "لَمّا بلَغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سِدْرَةَ المُنْتَهَى قَالَ: انْتَهى إِلَيْهَا ما يَعْرُجُ مِنَ الأرْضِ وَمَا يَنْزِلُ مِنْ فَوْقٍ. إلَيْهَا يَنْتَهِي عِلْمُ الخَلْقِ لاَ عِلْمِ لَهُمْ بِمَا فَوْقَ ذَلِكَ".
هناك قال جبريل بأنه لايستطيع أن يعلوا أكثر من هذا الا إحترق وبأن على الرسول أن يصعد وحده لأنه مؤهل لذلك حسب ما خلقه الله فصعد الرسول بمفرده فارقني جبريل وانقطعت عني الأصوات. حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام
وكان هذا الحوار بالتحيات بين الله والرسول الذى نقرأه فى صلواتنا لنتذكر هذا اليوم المجيد الذى فرض الله فيه الصلاة حيث قال الرسول:التحيات لله والصلوات والطيبات
فقال الله: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته
الحديث رقم:
31863- رأيت النور الأعظم دوني الحجاب رفرف الدر والياقوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحي - عن أنس).
بسم الله الرحمن الرحيم 3397 ـ حدثنا ابنُ أَبِي عُمَرَ، حدثنا سُفْيَانُ عن مَالِكِ بنِ مِغْولٍ عَن طَلْحَةَ بنِ مُصَرّفٍ عَن مُرّةَ ولما بلغ رسول الله ماشاء الله فأَعْطَاهُ الله عِنْدَهَا ثَلاَثاً لَمْ يُعْطِهنّ نَبِيّا كانَ قَبْلَهُ:
فُرِضَتْ عَلَيْهِ الصّلاَةُ خَمْساً وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ وَغَفَرَ لاِمّتِهِ المُقْحِمَاتِ مَا لَمْ يُشْرِكُوا بالله شَيْئاً. قال أبو عيسى: هَذا حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
سمعت مناديا ينادى فقال لى قف فإن ربك يصلى فعجبت إن ربى لغنى أن يصلى فقال تعالى أنا الغنى عن أن أصلى لأحد وإنما أقول سبحانى سبحانى سبقت رحمتى غضبى اقرأ يا محمد هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما فصلاتى رحمة لك
إنه صلى الله عليه وسلم لما رأى الحق سبحانه وتعالى خر ساجدا قال صلى الله عليه وسلم فأوحى الله عز وجل إلى ما أوحى
قال صلى الله عليه وسلم فأورثنى علم الأولين والآخرين وعلمنى علوما شتى فعلم أخذ على كتمانه إذ علم أنه لا يقدر على حمله غيرى وعلم خيرنى فيه وعلم أمرنى بتبليغه إلى العام والخاص من أمتى وهى الإنس والجن أى وكذلك الملائكة على ما تقدم
أقول هذا التفصيل يدل على أن العلوم الشتى هى هذه العلوم الثلاثة إلا أن يقال كل علم من هذه الثلاثة يشتمل على أنواع من العلوم والله أعلم
قوله: (عن ابن عباس في قول الله ولقد رآه نزلة أخرى إلى قوله قال ابن عباس قد رآه النبي صلى الله عليه وسلم) كذا روى الترمذي هذا الحديث بهذا اللفظ ورواه ابن جرير في تفسيره بعين سند الترمذي هكذا عن ابن عباس في قول الله: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} قال {دنا ربه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى}. قال قال ابن عباس قد رآه النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ قوله: (قال رآه بقلبه) أي قال ابن عباس رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه. قال الواحدي: وكذا قال أبو ذر وإبراهيم التيمي رآه بقلبه. قال وعلى هذا رأى ربه بقلبه رؤية صحيحة عن ابن عباس قال: {ما كذب الفؤاد ما رأى} {ولقد رآه نزلة أخرى}. قال رآه بفؤاده مرتين.
ـ قوله: (فقال نور أني أراه) وفي رواية لمسلم فقال "رأيت نوراً".

قال الحسن في حديثه فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى معه جبريل حتى انتهى به الى بيت المقدس الْمَقْدِسِ فَجُمِعَ لِيَ الأَنْبِـيَاءُ عَلَيْهِمُ السّلاَمُ فوجد فيه ابراهيم وموسى وعيسى في نفر من الانبياء فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم بالقدس ثم عاد رسول الله الى مكة الكرمة راكبا البراق

يتبع الجزء العاشر